مؤتمر المدن الذكية المغرب 2025.. العمل المشترك، حجر الزاوية لنموذج تنمية ترابية أكثر صمودا

أكد المتحدثون خلال مؤتمر المدن الذكية بالمغرب 2025، اليوم الخميس بالرباط، أن العمل المشترك يعتبر حجر الزاوية لنموذج تنمية ترابية أكثر صمودا وقادر على مواجهة تحديات مدينة المستقبل.

وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة، التي نظمتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، شدد المشاركون، ومن ضمنهم أكاديميون، وفاعلون في قطاعي الرقمنة والتعمير، على ضرورة اعتماد مقاربة تعاونية، ودامجة، ومستدامة، وكذا تعبئة التكنولوجيات، والحكامة المبتكرة، وضمان المشاركة النشطة للمواطنين قصد تشكيل مدن حضرية صامدة وموجهة نحو العنصر البشري.

وفي كلمة عبر تقنية التناظر المرئي، أبرز رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، الرؤية الملكية السامية للمدن المستقبلية الرامية إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة، مؤكدا ضرورة تضافر جهود جميع القوى الحية لضمان انبثاق حواضر ذكية في تناغم مع الخصوصيات المحلية، مع الاستفادة من خلاصات النموذج التنموي الجديد.

وأشار إلى أن محطة الرباط تعد فرصة مثالية للانكباب على منظومة تدبيرية مندمجة قادرة على تعزيز مكانة العاصمة كمدينة مستضيفة للأحداث الكبرى، مثل كأس العالم 2030.

وأضاف أن “هذه المنظومة المندمجة يجب أن ترتكز على الصمود الحضري، والحكامة المبتكرة، والبنيات التحتية الرقمية، من أجل تحقيق التنمية المستدامة على النحو الأمثل”، مشيرا إلى أن الشراكة مع مؤسسة “فيوار” الهندية توفر إطارا مواتيا للقيام ببحوث مشتركة تركز أساسا على المصادر المفتوحة، وتطوير حلول ملموسة، لخدمة السياسات العمومية الحضرية.

وفي نفس السياق، قال محمد أمين السويسي، من المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، إنه تم اعتماد خارطة طريق لمواكبة الجماعات في عملية التحول الرقمي، مبرزا أن هذا التحول يتمحور حول الحكامة، بهدف تعزيز قدرات القيادة والتنسيق على المستويين المحلي والوطني.

وتابع أن الأمر يتعلق، أيضا، بتعزيز الولوج إلى البنيات التحتية التكنولوجية، لاسيما السحابة السيادية، مع التركيز بشكل أكبر على الموارد البشرية التي تلعب دورا رئيسيا في عملية الانتقال الرقمي، مستشهدا باستراتيجية المغرب الرقمي 2030 التي تهدف إلى جعل المغرب مركزا رقميا لتسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.

وشدد على أهمية المقاربة الابتكارية، على غرار نزع الصفة المادية عن المساطر الإدارية، من قبيل بوابة رخص.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال شاندرا تشالاغوندا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة فيوار (الهند)، إن هذه هي المرة الأولى التي يقام فيها هذا الحدث خارج أوروبا، مؤكدا أن اختيار المغرب كبلد مضيف لحدث 2025 ليس من وليد الصدفة.

وأورد أنه “بفضل مبادراته في مجال الرقمنة، يتموقع المغرب جيدا لكسب الرهانات المتصلة بالمدن الذكية”، داعيا إلى وضع معايير مرجعية مع الفاعلين الرقميين، للنهوض بالابتكار في القطاعات الرئيسية مثل السياحة، والتنقل، والمدن الذكية.

وفي هذا الصدد، أوصى بإنشاء منظومة محلية، على غرار منصات تستخدم للاستجابة لمتطلبات السوق المحلية، مع الاستفادة من مواهب الجامعات المغربية، مؤكدا أن المغرب “يشق طريقه ليصبح بوابة لإفريقيا في مجال التكنولوجيا الرقمية والابتكار”.

وعلى مدار يومين، يقام اللقاء في محطات هي كل من الدار البيضاء، والرباط، وبنجرير، بهدف تحقيق الانتقال الرقمي للمدن المغربية والإفريقية. وتندرج هذه المبادرة في إطار دينامية التحول الترابي المتحكم فيه، والمدروس، والاستشرافي، بما يتماشى مع التغيرات التكنولوجية، والضرورات البيئية الملحة، ومطالب الإدماج الترابي المتزايدة.

ويعد هذا الموعد حدثا لا محيد عنه بجمعه لفاعلين في مجال الابتكار الحضري حول تيمات مثل الاستدامة، والذكاء الترابي، والحكامة الرقمية، والذكاء الاصطناعي المطبق على المدن. ويهدف إلى الجمع بين الذكاء الترابي، والتماسك الاجتماعي، والكفاءة العامة لابتكار طرق جديدة للعيش في المدن الإفريقية وتدبيرها وتحويلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى