بوعرورو يقود قطار “البام” في الشرق بثقة وثبات ويعيد رسم ملامح الجهة

في مشهد سياسي مغربي تتداخل فيه رهانات التنمية مع منطق التموقع الحزبي، يبرز اسم محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، كوجه جديد لحزب الأصالة والمعاصرة يحمل على عاتقه مهمة صعبة: تحويل جهة الشرق من هامش منسي إلى مركز جذب تنموي واستثماري حقيقي.

بوعرورو لا يخفي انتماءه الحزبي، لكنه لا يذوبه في منطق الولاءات الضيقة، بل يوظفه كرافعة للإقلاع الجهوي، ويقود اليوم تجربة فريدة في تدبير الشأن العام الترابي قوامها العمل الميداني، الإنصات، والاستباق، وهي عناصر قلما تجتمع في مسؤول جهوي بهذه الحيوية والجرأة.

ما يميز رئيس جهة الشرق عن كثير من السياسيين، هو قدرته على الجمع بين الرؤية التنموية والحنكة التنظيمية، حيث فتح ورشات كبرى في مجالات البنية التحتية، وتقوية الجاذبية الاقتصادية للجهة، وتنزيل مشاريع مهيكلة على الأرض، وليس فقط على الورق. طريق العيون – السعيدية، إعادة هيكلة مداخل مدينة وجدة، وتقوية الربط الطرقي القروي، كلها مؤشرات على أن بوعرورو لا يبيع الوعود، بل يترجمها إلى مشاريع قابلة للقياس.

وعلى مستوى التموقع الحزبي، لا يمكن إنكار أن بوعرورو نجح في إعادة بث الروح في تنظيمات الأصالة والمعاصرة بجهة الشرق، وأعاد تجميع القواعد، واستنهض الطاقات، في وقت كان الحزب يعيش لحظة انتقال دقيقة بعد سنوات من التذبذب التنظيمي. واليوم، بات “البام” في جهة الشرق رقما صعبا، لا فقط بفضل قوته الانتخابية، ولكن بفضل سلوك سياسي جديد قائم على القرب والتواصل.

بوعرورو يمثل جيلًا جديدًا من السياسيين الذين يفهمون أن الجهوية المتقدمة ليست مجرد شعار دستوري، بل هي معركة يومية من أجل بناء الثقة في المؤسسات، وتوسيع قاعدة الاستفادة من التنمية. ومثلما يشتغل على الأرض، يشتغل أيضا على استعادة رمزية الجهة كمؤسسة منتخبة قوية، تمتلك القرار والإرادة والفعالية.

وبينما تُعد بعض الجهات مسرحًا لصراعات حزبية عقيمة أو صفقات سياسية مغلقة، يقدّم مجلس جهة الشرق نموذجًا في العمل المؤسساتي المتزن والمنتج، بقيادة بوعرورو، الذي بدأ يفرض إيقاعه داخل المشهد الوطني كأحد أبرز الوجوه الصاعدة داخل “البام”، بملف ناصع وشرعية ميدانية لا تقبل الجدل.

إنها ليست فقط رئاسة مجلس، بل هي قيادة سياسية بمعناها الكامل، ومشروع طموح لإعادة تموقع جهة الشرق في الخريطة الوطنية، سياسيا وتنمويا واستراتيجيا. والرسالة واضحة: بوعرورو لا يُراكم المناصب، بل يصنع الفرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى