وجدة تحتفي بـ20 سنة من المبادرة الوطنية: مشاريع دامغة تُجسد شعار “الإنسان أولاً”

في إطار الاحتفاء بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، شهدت مدينة وجدة، يوم الثلاثاء 20 ماي 2025، برنامجًا ميدانيًا مكثفًا أشرف عليه السيد خطيب الهبيل، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة-أنكاد، مرفوقًا بوفد رسمي، حيث تم القيام بسلسلة من الزيارات لمجموعة من المشاريع الاجتماعية والتربوية والثقافية والرياضية، التي تعكس الأثر الملموس لهذه المبادرة في تحسين ظروف عيش المواطنين وتعزيز التنمية المستدامة.

انطلقت الزيارات من المركب الاجتماعي النجد، المنجز سنة 2008 بشراكة مع الجمعية الخيرية الإسلامية لفائدة الأطفال المتمدرسين، والذي استفاد من دعم المبادرة الوطنية في إطار العناية المستمرة بالفئات الهشة. بعد ذلك، تم تدشين المركب السوسيو-ثقافي “النور”، الذي أُنشئ سنة 2007 لتقريب الخدمات الاجتماعية الأساسية من ساكنة حي النور والمناطق المجاورة، في ترجمة فعلية لنهج المبادرة القائم على محاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي.

كما شمل البرنامج زيارة المركب الرياضي “الزرارقة” الذي يُعد فضاءً واعدًا للنهوض بالرياضة في المدينة، بكلفة إجمالية بلغت 30 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ10 ملايين درهم، في حين ساهمت وزارة التربية الوطنية بـ20 مليون درهم، ما يعكس تنسيقًا مؤسساتيًا هادفًا لتقوية البنية التحتية الرياضية وتحفيز الشباب.

في ما يخص دعم التمدرس وتمكين الفتيات، تمت زيارة دار الطالبة المنجزة سنة 2017، والتي تستفيد منها 1200 طالبة جامعية، إلى جانب دار الطالبة إسلي التي شهدت أشغال توسعة سنة 2024، لتعزيز الطاقة الاستيعابية وتحسين ظروف الإقامة. وتم كذلك تفقد دار الفتاة، المنجزة سنة 2008 والمسيرة من طرف الجمعية الإسلامية الخيرية، والتي تُوفر الإيواء لـ128 تلميذة في وضعية هشاشة.

كما شملت الزيارات الميدانية دار الطفل التي تُشرف عليها جمعية “تبسم” لفائدة الأطفال المصابين بمتلازمة داون، والتي تُوفر خدمات متخصصة لحوالي 60 طفلاً، وقد ساهمت المبادرة في دعمها من خلال اقتناء حافلة للنقل المدرسي، في التفاتة رمزية تعكس البعد الإنساني للمبادرة الوطنية.

وتأتي هذه الزيارات لتجسد التزام السلطات المحلية وشركائها المؤسسيين بالاستمرار في مسار التنمية البشرية المستدامة، من خلال تثمين المكتسبات وتعزيز المشاريع الاجتماعية ذات الوقع الإيجابي، تأكيدًا على مركزية العنصر البشري في السياسات التنموية، وترسيخًا لشعار “الإنسان أولًا” الذي يشكل جوهر الفلسفة الملكية للمبادرة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى