محمد عزاوي.. مهندس التنمية ورهان وجدة على التغيير الهادئ

برصيد مهني حافل ومسار سياسي رصين، يعود محمد عزاوي إلى الواجهة من موقع المسؤولية المحلية هذه المرة، بعد انتخابه، يوم الإثنين الماضي، رئيساً لمجلس جماعة وجدة، ممثلاً لحزب التجمع الوطني للأحرار، ليقود بذلك واحدة من أكبر الجماعات الترابية بجهة الشرق في لحظة دقيقة وحاسمة من تاريخها التنموي.

ابن عين الصفا (عمالة وجدة – أنجاد) المزداد سنة 1959، لا يأتي من فراغ، بل من عمق التجربة والخبرة. عزاوي، المهندس المتخرج من المدرسة العليا للمناجم بالرباط، يُعد من الكفاءات الوطنية التي راكمت تجربة نوعية داخل قطاع التكوين المهني، حيث شغل مناصب استراتيجية بدءاً من إدارة مؤسسات ببركان، وصولاً إلى قيادة مركب التكوين المهني بوجدة، قبل أن يُعين مديراً جهوياً لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بوجدة منذ سنة 2011، وهو المنصب الذي واكب من خلاله تحولات بنيوية في منظومة التأهيل والتكوين بجهة الشرق.

الوسام الملكي للاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة، الذي ناله سنة 2020، لم يكن سوى اعتراف رمزي بمسار حافل من الالتزام والكفاءة والتفاني في خدمة الوطن، وهي نفس القيم التي يحملها اليوم إلى رئاسة مجلس جماعة وجدة، عاقداً العزم على جعل المدينة في صلب دينامية التحديث والإقلاع الاقتصادي والاجتماعي.

سياسياً، يُمثل عزاوي مدرسة الانخراط الهادئ والفعّال، حيث التحق بحزب التجمع الوطني للأحرار منذ سنة 1991، وكان عضواً بمجلسه الوطني، كما راكم تجربة تمثيلية خلال انتدابه كمستشار جماعي بمدينة جرادة بين 1992 و1997، ما منحه إدراكاً عميقاً لقضايا التدبير المحلي ومعاناة المواطن في الهامش.

لكن ما يميز عزاوي أكثر، هو حضوره الفاعل في النسيج الحقوقي والمدني، حيث انخرط لسنوات في دعم العمل الجمعوي الجاد والدفاع عن القضايا الحقوقية والاجتماعية، ما جعله يحظى بتقدير واسع لدى طيف متنوع من الفاعلين المحليين.

اليوم، في رئاسة جماعة وجدة، يرث محمد عزاوي تركة ثقيلة من التحديات، لكنه بالمقابل، يملك رأس مال بشري وتجريبي مهم يؤهله لإحداث الفرق. ومن داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، يترجم التوجه الجديد للحزب في الجهة الشرقية، الذي يراهن على الكفاءات القادرة على التغيير عبر الفعل الميداني والقرارات الجريئة.

محمد عزاوي ليس فقط رئيساً لجماعة، بل مشروع رجل دولة محلي، يقود بأدوات المعرفة وخبرة الميدان، وبتعهد صريح بخدمة ساكنة وجدة التي وضعت فيه ثقتها بحثاً عن أفق جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى