
محمد بوعرورو.. من الميدان إلى رئاسة جهة الشرق بثقة الكفاءات والتزام الجذور
بتاريخ 9 يوليوز المنصرم، دوّن محمد بوعرورو صفحة جديدة في مسار جهة الشرق، حين اختير رئيسًا لمجلسها الجهوي خلفًا لعبد النبي بعيوي، ليصبح بذلك أصغر رئيس جهة في المملكة، وهو الذي لم يتجاوز عامه الثالث والأربعين. تكليف يعكس ثقة سياسية كبيرة من قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، وتزكية من شركاء التحالف الجهوي، وعلى رأسهم حزبا التجمع الوطني للأحرار والاستقلال، الذين دعموا ترشيحه بإجماع منسجم يعكس رغبة جماعية في ضخ نفس جديد داخل تدبير الشأن الجهوي.
ينحدر محمد بوعرورو من عائلة عريقة من قبيلة بني يزناسن، ورأى النور في مدينة وجدة، وبالضبط في حي لازاري، أحد أكثر الأحياء دينامية وشعبية. وهو بذلك يجسد امتدادًا اجتماعيا حقيقيا لنبض الجهة، ويُحسب له تمسكه الدائم بأصوله وتواصله المستمر مع مختلف الشرائح، ما منحه قوة حضور ميداني وحنكة في الإنصات لقضايا المواطنين. هذا القرب الاجتماعي والإنساني، كان دومًا رصيده الحقيقي في السياسة، بعيدا عن الأضواء المفتعلة.
رغم غياب صخب الخطابات والمظاهر الإعلامية، راكم بوعرورو تجربة ميدانية متقدمة داخل دواليب الجماعة والجهة، عُرف فيها بالهدوء والفعالية والقدرة على التفاوض، كما كان عنصر توازن داخل مختلف التحالفات، وفاعلا وازنا في تسوية التحديات التي طرأت في مسار المجلس خلال السنوات الماضية. واليوم، لا يُنظر إليه كمجرد خليفة للرئيس السابق، بل كعنوان لمرحلة جديدة تراهن على البناء المتراكم والتدبير المؤسساتي الهادئ.
توليه رئاسة الجهة، لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة طبيعية لمسار سياسي وميداني ارتكز على الانضباط الحزبي، والقدرة على العمل الجماعي، والحرص على التوافقات داخل الأغلبية، دون افتعال صراعات أو الدخول في معارك هامشية. إنه اليوم أمام مسؤولية جسيمة، لكنه يدخلها مدعومًا بثقة 41 عضوا من أصل 44، وهي رسالة قوية تعكس التزامًا جماعيًا بفتح صفحة جديدة في تاريخ جهة تتطلع إلى المزيد من التنمية والعدالة المجالية.
محمد بوعرورو يمثل جيلا جديدا من السياسيين الذين يجمعون بين البعد الترابي والانخراط العملي، ويمتلك من الرصيد الشعبي والسياسي ما يؤهله لقيادة مرحلة طموحة، تعيد الاعتبار لساكنة الشرق، وتفتح آفاقًا حقيقية أمام شبابها ومجالها الاقتصادي والاجتماعي.