لزرق يدق ناقوس الخطر في وجدة: حمقى و متسولين وكلاب ضالة تحتاج حلولا عاجلة

وجه العضو باسم فدرالية اليسار بمجلس وجدة، نور الدين لزرق، انتقادات لاذعة للأغلبية التي تسير المجلس، وسلط الضوء على مجموعة من المشاكل الحارقة التي تؤرق ساكنة مدينة الألفية، داعيا في الجلسة الثالثة والأخيرة لدورة ماي العادية، التي عقدت أول أمس، إلى تدخل عاجل من رئاسة المجلس لإيجاد حلول جذرية.

استهل لزرق حديثه بالإشادة المبدئية بالنقاط المطروحة للنقاش، بالنظر أنها تمس المشاكل التي يعاني منها المواطنين، لكنه سرعان ما انتقل إلى “ملاحظة أولية” تتعلق بتفاقم العديد من المشاكل في المدينة. وركز بشكل خاص على قضية “المختلين عقليا”، مشيرا إلى حادثة مأساوية وقعت وسط المدينة أخرا، حيث راح ضحيتها مختل عقلي و شاب يقبع اليوم في السجن، بـ”كارثة حقيقية”. وأكد لزرق أن هذه النقطة “حساسة ومهمة جداً في المدينة ويجب أن نوليها اهتماما خاصا”.

وأكد لزرق إلى أن العديد من هؤلاء الأفراد ليسوا من أبناء وجدة، قائلاً: “الحماق ماشي ديال وجدة”، وأن المدينة أصبحت، بطريقة ما، تستقبلهم، مما يفرض على الساكنة “التعايش مع هذا الجيل الجديد الذي جاء”. وحذر من أن وجدة قد تصبح “معقلاً” لهؤلاء، خاصة مع قرب استضافة المغرب لأحداث رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم. وتساءل مع رئيس المجلس: “واش المدينة مهيكلة؟” أو مستعدة لهذه الوضعية.

النقطة الثانية التي أثارها لزرق بحرقة هي ظاهرة “المتسولين” التي قال إنها خرجت عن السيطرة. وروى واقعة شخصية صادمة عن مشاهدته لسيدة تتسول في ساعة متأخرة من الليل بالقرب من “الديوانة”، ومعها أطفال صغار، معتبرا أن “هذه ماشي الظاهرة ديالنا، ماشي في مدينة وجدة، ما عندناش”.

ووصف الظاهرة بأنها تحولت إلى “تجارة منظمة”، مما يشوه صورة المدينة التي عرفت تاريخيا بـ”الكرم”. وأكد أن التسول، وإن كان موجودا في كل مكان، فإن الطريقة التي يتم بها في وجدة أصبحت “تعرقل حركة السير وتستفز المواطنين والوافدين”، خاصة وأن المدينة مقبلة على استقبال السياح ومغاربة العالم.

لم يغفل لزرق مشكلة “الكلاب الضالة”، التي أصبحت تشكل خطرا داهما على سلامة المواطنين. وأشار إلى حادثة وفاة مواطن بسببها (“البارح مات واحد بالكلاب”) وتساءل عن الإجراءات المتخذة من قبل المجلس.

واعترف بوجود بعض الحملات للتعقيم أو الجمع، لكنه دعا إلى تكثيفها وتوسيع نطاقها لتشمل “الهوامش ديال المدينة” وليس فقط وسطها. وانتقد الإزعاج الليلي الذي تسببه هذه الكلاب.

فوضى مواقف السيارات ومعاناة الساكنة

عاد لزرق في مداخلته إلى ملف “الباركينغ” (مواقف السيارات)، ودعا إلى تنظيم هذا المرفق الحيوي، مقترحا أن تتولى شركة التنمية المحلية (SDL) تدبيره بشكل احترافي. وأكد على أهمية أن يكون هناك “دخل بسيط” من هذه المواقف، لكنه طالب في المقابل بتخصيص بعض المواقف لتكون “بالمجان”.

واقترح قائلاً: “وخا ماغاديش نديرو كلشي بالمجان، نديرو النصف ديالو بالمجان”، لإعطاء “إشارة بأن الجماعة مواطنة”. وضرب مثلا بشارع تم فيه إزالة المواقف فأصبح “جميلا” ولقي استحسان الساكنة، داعيا إلى تعميم مثل هذه المبادرات في مناطق أخرى.

وشدد على ضرورة اعتماد “نمط تدبير جديد يقطع مع الأنماط السابقة”، مشيدا بقدرة شركة التنمية المحلية على إدارة مختلف المرافق. كما اقترح وضع “horodateurs” (عدادات وقوف السيارات) في مناطق استراتيجية مثل شارع محمد الخامس لتنظيم العملية وتسهيل ولوج المواطنين للمدينة دون التعرض لمضايقات من “أصحاب الجيلي الأصفر” (حراس السيارات غير النظاميين).

في ختام مداخلته، جدد نور الدين لزرق دعمه لشركة التنمية المحلية، لكنه شدد على أن الأولوية يجب أن تعطى لمعالجة القضايا الملحة التي طرحها، خاصة ملف “المتسولين، الكلاب الضالة، والمختلين عقليا”، موجها كلامه مباشرة لرئيس المجلس للتحرك العاجل واتخاذ قرارات حاسمة تخدم مصلحة وسلامة وراحة ساكنة مدينة وجدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى