
فاجعة وجدة تعري واقع الصحة النفسية… وجمعية تُطالب بإصلاح عاجل وإنهاء الوصم
أثارت الفاجعة المأساوية التي شهدتها مدينة وجدة هذا الأسبوع، وراح ضحيتها شاب يُعاني من اضطراب عقلي، ردود فعل قوية من قبل الفاعلين في مجال الصحة النفسية، وعلى رأسهم جمعية شروق للصحة النفسية، التي عبّرت عن “بالغ الأسى والأسف” لما وقع، معتبرة أن الحادث المؤلم “ليس معزولاً”، بل يعكس اختلالات هيكلية عميقة في المنظومة الوطنية للصحة النفسية والعقلية.
الجمعية، وفي بلاغ شديد اللهجة، اعتبرت أن ما وقع يعيد إلى الواجهة الحاجة الملحة إلى إعادة بناء شاملة لهذه المنظومة، مؤكدة أن غياب بنيات المرافقة في مرحلة ما بعد العلاج، وتجاهل ضرورة الإدماج المجتمعي، يفاقمان هشاشة المرضى، ويحولونهم في كثير من الحالات إلى ضحايا أو متهمين.
وأعلنت الجمعية عن “تضامنها الإنساني العميق” مع أسرة الفقيد، كما عبّرت عن دعمها للشاب المتابع في حالة اعتقال، مشددة على أن غياب إطار قانوني حديث يضمن كرامة وحقوق المرضى النفسيين هو ما يُنتج هذه الكوارث الصامتة.
ودعت الجمعية إلى التعجيل بإطلاق إصلاح جذري لمنظومة الصحة النفسية، وتحديث التشريعات، وإحداث مراكز للقرب تُعنى بالمرافقة الاجتماعية والنفسية للمرضى بعد الاستشفاء، إلى جانب دعم الأسر وتوفير التكوين والمواكبة اللازمتين لها.
وأنهت الجمعية بلاغها بتأكيد أن “الكرامة لا تتجزأ”، وأن كرامة المرضى النفسيين وذويهم ليست ترفاً، بل أحد أوجه العدالة الاجتماعية التي لا تحتمل التأجيل.