
طلبة وجدة يحتجون على تأخر صرف التعويضات
معاناة صامتة داخل المدرسة العليا للتربية والتكوين
يعيش المئات من طلبة المدرسة العليا للتربية والتكوين بوجدة على وقع حالة من التذمر والاستياء، بسبب استمرار تأخر صرف التعويضات المالية المخصصة لهم، والتي تشكل دعامة أساسية لتغطية جزء من مصاريف الدراسة والمعيشة اليومية، خصوصاً بالنسبة لطلبة السنة الأولى الذين لم يتوصلوا بأي دفعة منذ بداية الموسم التكويني، رغم مرور عدة أشهر على التحاقهم بالمؤسسة.
وبحسب ما رصدته وجدة بريس من شهادات طلابية ومعطيات من داخل المؤسسة، فإن هذا التأخر لا يقتصر فقط على الطلبة الجدد، بل يطال أيضاً المسجلين في السنتين الثانية والثالثة، حيث لم يتوصل سوى عدد محدود منهم بمستحقاتهم المالية، في وقت تواجه فيه الأغلبية الساحقة أوضاعاً اقتصادية ضاغطة، دفعت العديد منهم إلى الاستدانة أو البحث عن أعمال جانبية لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية.
وفي بيان استنكاري أصدره عدد من الطلبة، عبّروا عن استيائهم مما وصفوه بـ”التأخر غير المفهوم”، مشيرين إلى أنهم تلقوا وعوداً متكررة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الشرق بشأن صرف التعويضات “في أقرب الآجال”، لكن تلك الوعود ظلت دون تنفيذ، مما عمّق لديهم الشعور بـ”غياب الإنصاف” و”سوء التدبير”.
وتُعد المدرسة العليا للتربية والتكوين بوجدة من المؤسسات الجامعية الأساسية التي تعنى بتكوين أطر التدريس وتأهيلهم على المستويين الأكاديمي والتربوي، وهو ما يفرض توفير ظروف مادية مستقرة لضمان تكوين ناجع وجودة بيداغوجية. إلا أن الوضع الحالي، حسب تعبير عدد من الطلبة، بات يؤثر بشكل مباشر على تركيزهم وقدرتهم على مسايرة التكوين في ظروف مناسبة.
ويطالب المعنيون الجهات المسؤولة، وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية عبر الأكاديمية الجهوية، بتقديم توضيحات عاجلة حول أسباب التأخير، والإسراع في تسوية الوضعية المالية لجميع الطلبة دون استثناء، حمايةً للسير العادي للموسم التكويني، وتفادياً لأي توتر اجتماعي داخل المؤسسة.