
“حمامة أخنوش” تحلّق في سماء وجدة استعداداً لمحطة 2026
في الوقت الذي تعيش فيه مدينة وجدة لحظة مفصلية من تاريخها التنموي والسياسي، يتقدم حزب التجمع الوطني للأحرار بخطى واثقة نحو ترسيخ حضوره كقوة سياسية فاعلة تحمل مشروعاً واضحاً لإنقاذ المدينة من دوامة الأعطاب المتراكمة، وفتح أفق جديد من الإصلاح والتجديد.
فوجدة، التي عانت طويلاً من الجمود التنموي وسوء التدبير المحلي وتناوب تجارب سياسية متعثرة، تبدو اليوم في حاجة ماسة إلى رؤية جديدة، قوامها الكفاءة والواقعية، والأهم: الإرادة الصادقة في الإنصات لنبض الشارع. وهنا، يبرز حزب التجمع الوطني للأحرار كرقم صعب في المعادلة السياسية المقبلة، ليس فقط من حيث التنظيم والانضباط، بل أيضاً بالنظر إلى الأطر والكفاءات التي بات يعتمد عليها في تدبير الشأن العام.
ومع التدبير القوية والفعال والايجابي للمهندس محمد عزاوي رئيس جماعة وجدة، يكون الحزب قد أعطى إشارة قوية إلى أن مرحلة “التعيينات الرمزية” قد انتهت، وأن الرهان اليوم هو على نخب مهنية متمرسة، تنحدر من رحم المؤسسات، وتحمل تصوراً عملياً لنهضة المدينة في مجالات الخدمات والبنيات والتشغيل والمجال العام.
ليست “الحمامة” مجرّد شعار انتخابي، بل هي اليوم تعبير عن دينامية متجددة داخل الحزب، واستعداد لتجسيد وعود الإصلاح على الأرض. ذلك أن التجمعيين في وجدة يدركون أن الكلمة الحاسمة ستكون للمواطن، الذي سئم الخطاب الشعبوي والمزايدات، ويتطلع إلى من يخاطبه بلغة المشاريع، لا لغة الشعارات الفارغة.
ولعل الانخراط الملحوظ للعديد من الفاعلين الجمعويين والمهنيين وحتى الشباب في دينامية الحزب محلياً، يُعدّ مؤشراً على أن التجمع الوطني للأحرار نجح، إلى حد كبير، في إعادة بناء جسور الثقة مع الشارع، عبر مقاربة تقوم على القرب الميداني والعمل المؤسساتي.
وبين وجدة التي تئن تحت وطأة الهشاشة، و”الحمامة” التي تعد بالتحليق نحو أفق تنموي جديد، تقف الانتخابات المقبلة كمحطة حاسمة. فإما أن تُعطى الكلمة لمن يملك الكفاءة والجرأة، أو يُعاد تدوير نفس النخب التي لم تنتج سوى الإحباط.
وفي كلتا الحالتين، يبدو أن “الحمامة” قد قررت أن لا تظل حبيسة القفص، بل أن تفتح جناحيها في سماء وجدة… والرسالة وصلت.