بوعرورو يقود ثورة عمرانية في وجدة.. من بوابات المدينة إلى قلب التنمية

حين يُطرح اسم محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، في سياق السياسات العمومية الجهوية، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو تلك المقاربة الميدانية التي تجمع بين الواقعية التنموية والرؤية الاستراتيجية. اليوم، يُجسّد بوعرورو هذه المقاربة على أرض الواقع من خلال مشروع غير مسبوق لإعادة تهيئة وتقوية مداخل مدينة وجدة، بكلفة إجمالية تبلغ 80 مليون درهم، في خطوة ترمز إلى أكثر من مجرد أشغال بنية تحتية: إنها إعلان صريح عن انطلاق ثورة عمرانية جديدة في قلب الجهة الشرقية.

هذا المشروع، الذي يرى فيه الكثيرون بداية حقيقية لتغيير ملامح المدينة، لا يُعنى فقط بتقوية الطرقات أو تحسين الإنارة العمومية؛ بل يتعدى ذلك ليضع مدينة وجدة على مسار جديد يربطها بمستقبل حضري أكثر جاذبية وتنافسية. مداخل المدن ليست مجرد طرقات، بل هي بوابات رمزية تُجسّد مدى جاهزية المدينة لاستقبال الاستثمار، السياحة، والحياة المعاصرة بكل حركيتها وتنوعها.

بوعرورو لم يكتف بإطلاق المشروع، بل حرص على وضعه ضمن رؤية تنموية مندمجة، تجمع بين مختلف المتدخلين: وزارة التجهيز والماء، وزارة الداخلية، جماعة وجدة، ومجلس الجهة. هذا التنسيق متعدد الأطراف يعكس نضجًا سياسيًا وإداريًا نادرًا، ويفتح الباب أمام نموذج للحكامة التشاركية يُحتذى به.

ما يميز هذا الورش أيضًا هو إدراك بوعرورو بأن التنمية لا تبدأ من القمم بل من التفاصيل: من الأرصفة ومواقف السيارات، من التشوير الطرقي والمساحات الخضراء، من تسهيل تنقل المواطن اليومي. هذه “الثورة الصامتة” كما يسميها البعض، لا تبحث عن الأضواء، بل تشتغل في العمق، وتحفر طريقها وسط الانتظارات المعقدة لساكنة عطشى لتحسين ملموس.

اليوم، ومع انطلاق الأشغال وتأكيد بوعرورو على تسريع وتيرتها وفق معايير الجودة، يتبين أن الأمر لا يتعلق بوعود موسمية، بل بخطة عمل حقيقية لبناء مدينة الغد، مدينة تتموضع كعاصمة اقتصادية لشرق المغرب، وكمجال حضري يليق بمواطنيه ويواكب دينامية المملكة في مجال التهيئة المجالية.

محمد بوعرورو، بخلفيته السياسية وبخبرته الميدانية، لا يقود مجرد مشروع، بل يقود تحولًا. وجدة، التي كانت لسنوات على هامش الاهتمام الوطني، تجد اليوم في رئيس الجهة رجل مرحلة، يُعيد إليها وهجها ويمنحها ما تستحقه من اعتناء، لا بالكلام، بل بالإسفلت، والضوء، والمساحات الخضراء، وكرامة التنقل.

إنها بداية ثورة هادئة… لكنها حاسمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى